يطالب بالوقوف في الوسط لاتخاذ اي قرار

 
2015-10-13 20:06:22

الكويت- أسئلة كثيرة تتمحور حول الوسطية في العالم العربي طرحها الشيخ فهد سالم العلي الصباح مستفسرا عما اذا كان الوقوف في الوسط دائما هي فكرة الضعفاء الذين لا يشعرون بقيمة وجودهم، أو الذين لا يثقون بأنفسهم. سؤال قال عنه انه بالفعل محير يتطلب جهداً مضاعفاً للاجابة عليه.

الشيخ فهد السالم واذ تساءل عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» عما اذا كان الوقوف في الوسط هو بمثابة محطة لنعرف اين يجب أن نكون ولنصنع فيها قرار ونحدد فيها الخيار، شدد على ان الوقوف في الوسط «يتطلب منا قوة لنعبر هذا الوسط..ونتخذ الموقف» مشيرا الى عدم وقوف اي مسؤول في عالمنا العربي في الوسط قبل أن يعلن قراره.

الشيخ فهد السالم شبه صراخ المسؤول بصراخ البارود في كثير من الاحيان حيث أدى الى حرق مستقبل اجيال في بلده لافتا الى ان «صراخ هذا المسؤول لم يكن مصدر قوة وهو يحرق .. ويدمر...»

البارود لا يخلق مبادئنا

وفي مقارنة بسيطة بين قوة البارود وقوة الكلمة رأى الشيخ فهد السالم ان كلاهما بامكانهما صنع معادلات وانتصارات وكلاهما يثبتان حضورهما على الساحة مشيرا الى ان الكلمة والبارود خياران أمام كل المتنازعين «لكن للاسف قوة البارود دمرت وخلقت معادلات وستخلق انتصارات ولكن ما هو الفرق بين هاتين القوتين؟».

الفرق بحسب الشيخ فهد السالم بسيط بين قوة البارود وقوة الكلمة «فالبارود يدمر ويقتل ويغير معادلات ويصنع انتصارات وهذا ما تفعله الكلمة ايضاً لكن ما لا يصنعه البارود هو خلق مبادئنا، ويبقى لنا هنا ان نحدد ونحن في الوسط نختار البارود أم الحوار» مشددا على ان «من يدخل الحوار بثقة ومعرفة هو المتقن بقوة لغة الحياة .. ومن يعرف أصوله لا يخيب ظنه أبداً».

صنع الموت والدمار ليس قوة

الشيخ فهد السالم لفت الى أن البعض قد يعتقد بأن القوة فقط هي تلك التي تصنع الموت والدمار والتشريد، معربا عن اسفه لأن هذا البعض قد يصدّق بما يعتقد ويعمل على إقناع بل وإلزام اﻵخرين بما يعتقد متسائلا «هل هذه هي القوة؟»

الشيخ فهد السالم ساق العديد من الامثلة على الضعف الذي يتوهمه البعض قوة فقال «ان الطائرة تأتينا من فوق الغيم بصوتها الهدار المرعب، وترمي براميل الموت على رؤوس اﻷبرياء وتبيدهم بالكامل ..فهل هذه هي القوة ...؟! وترمي الدبابة العملاقة قذائفها الى حيث ﻻ تعرف، علها تقتل أحدا ما، ومن يموت يكون  لا ملجأ لديه.. فهل هذه هي القوة ...؟!». وذكر في معرض اسئلته انه حين يطلب مني أخي اﻹنسان المسامحة بعد خلاف ما أصفعه باﻷلم أمام الجميع وأفضح امره .. فهل هذه هي القوة...؟! كما انني أنجو بنفسي من الغرق، واﻷيادي ترتفع نحوي فلا آبه لها فهل هذه هي القوة ...؟!». وتساءل عن الذي أعمى قلوبنا «حتى بتنا ألعوبة في يد القوة»، وعن «القوة التي فرضت القوة نفسها علينا بدون انذار او اخبار». وقال «ترى هل القوة دائما أداة للشر .. وهل هي وليدة سر ما .. ام انها جاءت بفعل فاعل؟».

أما آخر ما يُقلق الشيخ فهد السالم فهو قدرة القوة دائما على فعل اي شيء متسائلا اذا كان صراخ البعض قوة ..فماذا نسمي صمت اﻵخرين ...؟!».